منبر المرأة الليبية من أجل السلام يدعو إلى اعتماد نهج «مفاتيح السلام» الشامل لتحقيق السلام المستدام في ليبيا
كان يُفترض أن تستعد ليبيا حاليا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وكانت ستكون الانتخابات حاسمة بالنسبة للمستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، إلا أن عملية الانتخابات واجهت محاولات إجهاضها. وإلى يومنا هذا تواجه البلاد تحديات كبيرة في إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة، ومن ضمن هذه التحديات هي ضمان المشاركة الكاملة والفاعلة للنساء في الحياة السياسية.
إن منبر المرأة الليبية من أجل السلام (LWPP) يدعو إلى اعتماد نهج «مفاتيح السلام» الشامل، الذي يضم تدابير الوقاية والحماية والمساءلة، إلى جانب التدابير المتعلقة بالمشاركة، لضمان المشاركة الكاملة والفاعلة للنساء في الحياة السياسية خلال الانتخابات المزمعة في ليبيا والمشاركة في الأليات المتعلقة بإعادة الإعمار وإدارة العوائد والأموال. ومن ضمن هذه التدابير تمثيل النساء بنسبة 30% على الأقل في المجلس التشريعي القادم بغرفتيه، والآليات والأجسام الاقتصادية المتصلة بإعادة الإعمار وإدارة العوائد، وفرض عقوبات على المعرقلين للعملية السياسية الذين يعيقون العملية الانتخابية، وتشكيل حكومة جديدة موحدة تكون راعية للانتخابات، ومراقبة الانتخابات من قبل ممثلي المنظمات الإقليمية والدولية، وعقد ملتقى المصالحة الوطنية.
■ أهمية تمثيل النساء بنسبة 30% في المجلس التشريعي القادم
تعتبر هذه التدابير مهمة بشكل خاص لتحقيق المشاركة الكاملة والفاعلة للنساء في الحياة السياسية في ليبيا. فقد تعرضت المرأة في ليبيا للتهميش والتمييز في الحياة السياسية على مر السنين، وكانت نسبة تمثيلها في المؤسسات الحكومية السياسية محدودة بشكل كبير. ومع ذلك، فإن المرأة الليبية قدمت إسهامات كبيرة في الإنتفاضة الليبية وفي بناء المجتمع، ولذلك يجب أن تكون لها دور فاعل في تحديد مستقبل البلاد.
علاوة على ذلك، فإن تمثيل النساء في المؤسسات الحكومية السياسية يمثل عاملا مهما في تعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان في ليبيا. فالمرأة هي نصف المجتمع ويجب أن يتم تمثيلها بشكل عادل في المؤسسات الحكومية السياسية وفي صنع القرارات.
كذلك، فإن حماية مشاركة المرأة في الحياة السياسية يعتبر أمرا حيويا لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة في ليبيا. فالنساء يواجهن التحرش والتهديدات والعنف في الحملات الانتخابية وفي الصناديق الانتخابية، وهو أمر يجب مكافحته بشكل فعال. ومن خلال ضمان تمثيل النساء في المؤسسات الحكومية السياسية وتوفير الحماية والوقاية اللازمة لهن، يمكن تحقيق نجاح الانتخابات في ليبيا.
■ مشاركة المرأة الكاملة والفاعلة هي مفتاح صنع السلام المستدام
ويسلط نهج «مفاتيح السلام» الضوء على الدور الأساسي لمشاركة النساء في عمليات السلام. إنها دعـوة للعمل لكي تلعب النساء دورًا فعالًا في تعزيز السلام والأمن، ولكي يُعترف بجهودهن وتدعمها. وتستند الحملة إلى المبدأ الذي يفيد أن آراء وتجارب النساء ضرورية لإنشاء اتفاقات سلام أكثر استدامة وعادلة.
إن السلام المستدام هو السلام الإيجابي المتكامل الذي تتوفر فيه مقومات الحياة الكريمة، وليس السلام السلبي الذي يقتصر على وقف إطلاق النار وتقليص العنف. وهو مناخ متكامل، الحقوق فيه محمية، والعدالة فيه ناجزة، وإعادة الإعمار فيه شفافة، والعنف فيه مُجَرَّم.
وأهمية المشاركة الكاملة والفاعلة للمرأة لكونها متضرر أساسي من النزاعات المسلحة، ومعنية بأضرار النزاعات المسلحة وعواقبها الوخيمة، وبحل النزاعات المسلحة سلميا، وبغرس مفهوم السلام في الوعي الرسمي والمجتمعي. فبجانب كون المرأة عامل سلام، فهي عامل تنمية، وهي عامل تمكين، وهي عامل للتحولات البناءة.
لقد أظهرت الدراسات الأممية أن اشتراك النساء في عمليات السلام يمكن أن يؤدي إلى زيادة بنسبة 20% في احتمالية استمرار الاتفاق لمدة 15 عامًا على الأقل.
في ليبيا، تعد مشاركة النساء في عمليات السلام مهمة بشكل خاص حيث يمكن لهن المساعدة في تقريب وجهات النظر المختلفة وجلب رؤى متعددة إلى الطاولة. ومع ذلك، على الرغم من دورهن الحاسم، يتم غالباً تجاهل مشاركة النساء في عمليات السلام وتهميشها.
■ أهمية توفير الدعم الدولي والإقليمي لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشاملة
إن التدابير المذكورة هنا لن تكون كافية بمفردها لتحقيق الهدف المنشود منها دون توفير دعم دولي وإقليمي لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة في ليبيا. ومن ضمن هذا الدعم توفير المساعدة الفنية والتقنية للسلطات الليبية لتنظيم الانتخابات بشكل فعال. وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة موحدة محايدة تكون راعية للانتخابات.
وبشكل عام، يمكن القول بأن اعتماد نهج «مفاتيح السلام» الشامل هو خطوة مهمة نحو تحقيق المشاركة الكاملة والفاعلة للنساء في الحياة السياسية في ليبيا، وتحقيق إجراء انتخابات حرة ونزيهة وشاملة. وينبغي على السلطات الليبية والمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية العمل بشكل مشترك لتحقيق هذه الأهداف، وتحقيق المساواة والعدل والديمقراطية في ليبيا.
شارك في جهود منبر المرأة الليبية من أجل السلام لخلق مستقبل أكثر سلاما في ليبيا من خلال دعم حملتها «مفاتيح السلام» والعمل على ضمان مشاركة المرأة في تحقيق السلام. فعندما يكون للمرأة دور فعال في عمليات بناء السلام، فإن احتمال نجاح تلك العمليات تزداد بشكل كبير. ويمكن للمرأة الليبية أن تكون المفتاح لتحقيق سلام دائم في ليبيا.